الفصل الثالث
إعداد القائد الإداري
يحتاج إعداد القائد الإداري إلى تنمية وتدريب أفراد الإدارة العليا والقيادات الإدارية ، وذلك لإكسابهم المهارات القيادية في مجال الإدارة ، وتزويدهم بمفاهيم واتجاهات علوم الإدارة.
وسوف نتناول هذا هذا الموضوع في مبحثين .
نعرض في المبحث الأول : تعريف التدريب وأهميته في إعداد القائد الإداري .
وفى المبحث الثاني : نبين طرق تدريب القائد الإداري .
وذلك على النحو التالي :
المبحث الأول
التدريب وأهميته في إعداد القائد الإدارة
يحتل التدريب والتعليم المستمر أهمية قصوى في نمو وتقييم الأعمال بمختلف أنواعها ، حيث أنهما أساس تنمية مهارات وقدرات العاملين بتلك المنظمات التي تيسر لهم أداء العمليات الفنية والإدارية وتحليل المشاكل واتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالهم .
ونتناول هذا المبحث في مطلبين, المطلب الأول :تعريف التدريب
المطلب الثاني: أهمية التدريب وذلك على النحو التالي
المطلب الأول
تعريف التدريب
لقد تعددت تعريفات التدريب وذلك نظرا لاختلاف المفاهيم لدى الذين تناولو تعريف التدريب ونظرا لتنوع التدريب وأهدافه.
يرى البعض أن عملية التدريب تهدف إلى إحداث تغير في سلوك واتجاهات الفرد من النمط الذي اتخذه لنفسه إلى نمط آخر , تعتقد الإدارة انه أكثر ارتباطا مع أهداف المشروع() ، بينما يذهب البعض الآخر إلى أن التدريب هو عملية تعديل ايجابي ذو اتجاهات خاصة يؤدى إلى تعير سلوك الفرد من الناحية المهنية أو الوظيفية, وهدفه كسب المعارف والخبرات والمهارات التي يحتاج إليها الإنسان وتحصيل المعلومات التي تتضمن الاتجاهات الصالحة للعمل, والسلطة,الأنماط السلوكية,والمهارات الملائمة,والعادات اللازمة من اجل رفع مستوى كفائتة في الإدارة وزيادة إنتاجه بحيث تتفق فيه الشروط المطلوبة لإتقان العمل وظهور فاعليته مع السرعة والاقتصاد في التكلفة والجهود المبذولة في الوقت المستغرق().
كما عرفة بعض المشتغلين بعلوم الإدارة العامة بأنه هو التطوير المنطقي المستمر للمعلومات , والخبرات والمهارات,والتصرفات التي تقع بين مختلف طبقات العاملين, ويساعد على تقدمهم, وتقدم الإدارة التي يعملون بها والبعض الآخر يعرفه بأنه نشاط مختلط يستهدف التنمية والتغير() ، ولاشك أن الإمكانات المادية تلعب دورا رئيسيا في المعاونة على تيسير وضع الأهداف وضع التنفيذ ولذا تعمد الدول والمنظمات عادة قبل وضع الخطة على مراجعة وتقدير مصادر الثروة القومية بصورة صادقة ورصد الموارد المالية وحجم المدخرات المتاحة للاستثمار , وعلى ذلك يتوقف نجاح الخطة التدريبية على توفر إمكانات تنفيذها().
المطلب الثاني
أهمية التدريب في إعداد القائد الإداري
إيمانا من المشرع بأهمية التدريب().
فقد تضمن القانون رقم 5 لسنة 1991في شان الوظائف المدنية القيادية النص على أن اللائحة التنفيذية ستتضمن قواعد الاختيار والإعداد والتأهيل والتقويم.
وبناء على ذلك فقد تضمن الباب الثاني من اللائحة التنفذيه لقانون القيادات الإدارية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1596 لسنة 1991 , الأحكام الخاصة للإعداد والتدريب لشغل الوظائف القيادية, وتضمنت هذه الأحكام ما يلي :
يقوم الجهاز المر كزى للتنظيم والإدارة وضع برنامج متكامل لإعداد وتأهيل وتنمية خبرات ومهارات المرشحين لشغل الوظائف القيادية حسب مستوى كل منها- ويتضمن البرنامج بصفة خاصة نظام التدريب بما في ذلك الدورات التدريبية ومدتها داخل الوحدة أو خارجها وطرق تقويم المتدربين .
كما يتضمن البرنامج التدريبي بصفة خاصة الموضوعات والمواد التدريبية التي تنمى مهارات وخبرات القيادة لدى المتدربين ويحدد أساليب تقويم المتدربين لكل مستوى من مستويات الوظايف الإدارية- ويتم التدريب في احد مراكز التدريب القادرة على إعداد وتدريب القادة في الداخل أو الخارج أو كليهما , ويصدر وزير الدولة للتنمية الإدارية قرار بتحديد مراكز التدريب التي يعتمد برامجها.
ومن هنا يتضح أن للتدريب فوائد من عدة نواحي :
أولا:إكتساب المعلومات
عملية تدريب القادة يجب أن تهتم بالآتي()
1-التخصص في المادة التي سيتعامل القائد فيها أثناء قيادته
2 - فهم الجهاز أو الهيئة أو المنظمة التي سيعمل فيها القائد
3-إلمام القائد بالعمليات المشابه بعملياته في الأجهزة الأخرى
4-معرفة القائد بأسس السلوك الإنساني الفردي والجماعي ودوافعه ، والعوامل
التي تؤثر فيه.
5-معرفة القائد بأسس البحث العلمي والرقابة والمتابعة والتقويم .
6- معرفة القائد للوظائف الإدارية الأساسية وأساليب القيادة.
ثانيا : تنمية المهارات
يهدف التدريب إلى تنمية المهارات من عده نواحي()
1- المهارات اللازمة لأداء العمليات الفنية المختلفة.
2-المهارة في تحليل العمل.
3- المهارة القيادية وإحكام السيطرة.
4-القدرة على تحليل المشاكل , واتخاذ القرارات المناسبة.
5-المهارات الإدارية كالتخطيط والتنظيم والتنسيق.
6-القدرة على الإشراف والرقابة والتقويم والتطوير.
7-القدرة على كسب الأصدقاء والقيام بالاتصالات.
والاتصالات عامل هام في تدريب العاملين, فمن خلالها يمكن للقادة ممارسة التوجيه والتعليم والتدريب الذي يؤدى إلى زيادة المهارة الفردية والجماعية للموظفين وتحسين أدائهم()
ففي مجال التعليم كلما كان هناك اتصال مابين إدارة المدرسة والطلاب وأولياء الأمور كان لذلك أثرة في سلوك الطلاب وبالتالي تقل عمليات الانحراف والغياب لدى التلاميذ.
ثالثا- تنمية السلوك والاتجاهات :
ويقصد بها مجموعة العوامل المهنية التي تتفاعل مع بعضها لتكوين آراء معينة, والتدريب يعمل من جانبه على تحسين هذه الاتجاهات حتى تمكن صاحبها من اتخاذ المواقف الايجابية نحو ادائة في العمل الذي يظهر في حماسة وإخلاصه وتفانيه في انجاز ما يقدر علية واضعا كل طاقاته في خدمة العمل وأهدافه وأخيرا تبدو في اهتمام القائد بالتعاون مع كل مايستطيع العطاء للمنظمة التي يقودها, مما تقدم يتضح لنا أهمية التدريب بالنسبة للقادة الإداريين وعلى ذلك يتوقف نجاح التدريب في مهمته أو فشله على قدرة نجاحه في إكساب القائد الإداري لبعض أو كل المهارات, التي تؤهله لأداء عملة بكفاءة عالية ويستوي أن تكون المهارات ذهنية أو إنسانية أو إدارية أو فنية .
وفى النهاية إذا أحسن اختيار القائد الادارى فلا بد من إعداده الإعداد الجيد وتدريبه من الحين للآخر وذلك لان حسن اختيار القائد وإعداده وجهان لعملة واحدة.
المبحث التانى
طرق تدريب القائدالإدارى
إن النجاح في اختيار الأسلوب التدريبي الملائم يمثل عاملا هاما من عوامل نجاح العملية التدريبية، ولذلك فإن أسلوب التدريب أهم من موضوع التدريب في ذاته، فإذا كان المدرب على بينة من هذا المفهوم وتوفرت لديه الحنكة التي يصعب أن تتوافر في المتخصصين المشغولين بموضوعات تخصصهم ، فإنه يركز على إحداث التفاعل الحقيقي مع الفرد أكثر منة على الموضوع ووسيلته في ذلك استخدام أساليب التدريب المتطورة التي تحقق أقصى قدر من النجاح في اتجاه التدريب().
ويتوقف اختيار الأسلوب التدريبي المناسب على مراعاة مجموعة من الإعتبارات يمكن إجمالها فيما يلي() :
1-مراعاة توفير المناخ المناسب الذي يجرى فيه التدريب حيث يجعل المتدربين أكثر إستعدادا لتقبل مايقدم إليهم من معلومات أو مهارات أو قيم سلوكية .
2-تناسب الأسلوب التدريبي للمادة التدريبية مع الأفراد وعلى المدرب أن يختار الأسلوب الفعال في التدريب .
3-اختلاف التدريب عن التعليم وذلك لتركيزه على الفرد وجعله المحور الأساسي, ولذا فمن الضروري أن يكون عدد الدارسين مناسب في كل برنامج تدريبي .
4-ا ختلاف أسلوب التدريب حسب مدى العمق والشمول وعرض الموضوعات.
5-فترة التدريب : يناسب أسلوب المحاضرات البرامج التدريبية القصيرة بينما تصلح دراسة الحالات وتمثيل الأدوار البرامج التي تستغرق وقتا طويلا.
6-يتعين اختيار الأسلوب التدريبي الذي يتناسب مع شخصية المدرب,ومدى اعتياده عليه وإجادته له , فبعض المدربين يستخدموا احد الأساليب التدريبية بسهولة اكبر من الأساليب الأخرى.
وعلى ذلك يمكن القول بان الأسلوب التدريبي الناجح هو الذي يتناسب مع وضع المتدربين وإعدادهم ومستوياتهم الادارية والتخصصية والتعليمية ونوع التدريب وهدفه ومدته وشخصية المدرب الذي ينفذه .
وطرق التدريب متعددة نذكر منها:
أولا: طريقة المحاضرات :
والمحاضرات هي عرض مركب ومجهز للمعلومات أو الأفكار بغرض أن يفهم المستمعون, ويقبلوا رسالة المتحدث إليهم.
ولذا فان عملية التدريب عن طريق المحاضرة تتوقف أساسا على مقدرة المحاضرة العلمية, وتحكمه في المادة أو الموضوع واستخدامه لمعاني ومصطلحات جديدة , وكفائتة في نقل المعلومات إلى الدارسين وسيطرته على سلوكهم وانتباههم() . وفى هزه الطريقة يقدم المحاضر خلاصة فكرة وتجاربه في فتره زمنية محدده , وتساعده على التركيز وتفادى المعوقات التي قد تنشأ من المناقشات التي تؤدى إلى اضطراب في الأذهان .
ثانيا : طريقة الندوات
الندوة هي تبادل الخبرات والآراء بين مجموعة من الأشخاص الذي يكون لديهم خبرات مرتبطة بالمشكلة, أو بين مجموعه من الأفراد القادرين على تحليل المشكلة من خلال المعلومات التي يمدهم بها مدير الندوة .
ويقوم هذا الأسلوب على تدارس مجموعه من الافردا لبعض الأفكار , وفحص الحقائق والبيانات وتبادلها واختيار الافتراضات والتوصل إلى النتائج() ، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التدريبية التي تناسب القيادات الإدارية العليا. حيث يساعدهم على تبادل الخبرات والنتائج المستخلصة من مشاكلهم. وهذا مما لاشك فيه يؤدى حتما وبالضرورة إلى توسيع مدارك الكثير منهم وبالتالي إلى ارتقاء مستوى الأداء في عملهم() .
ثالثا: دراسة الحالات
دراسة الحالة هي تركيز الجماعة على موقف معين وعلى مشكلاته فتقدم للدارسين حالة واقعيه يوصف فيها الموقف وصفا مفصلا وتدرو المناقشات حول موضوعات مثل: ما الذي أدى إلى هذا الموقف؟ وماهى الأدوار المختلفة التي يلعبها مختلف الأشخاص في الموقف؟ وهل كان يمكن تفادى هذه النتائج؟ وما الذي يمكن عمله؟ ويستهدف هذا الأسلوب تشجيع القادة على التفكير والتحليل والمقارنة والمناقشة , وتحسين القدرة على تشخص المشكلات واستخلاص الأسس العامة من الحالات الفردية()
رابعا: تمثيل الأدوار
ويتحقق بتمثيل بعض الحوادث والأدوار الواقعية الهامة بحيث يكون هي بداية المناقشة, فتثير الانتباه والاهتمام , ويعتبر من وسائل التدريب الحديث التي لايقوم الاهتمام فيها على حل مشكله معينة بل يستهدف مساعدة المتدربين على فهم الطبيعة البشرية, وتقدير تصرفات الأفراد والتعمق في دراسة مشاكل السلوك الإنساني, والتدريب على المهارات الإنسانية ومشاكلها() .
وهذا الأسلوب يساعد على تبادل مراكز القيادة بين الرئيس والمرءوسين ويجعل كل منهما يشعر بحقيقة موقف الأخر بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب يستخدم بنجاح في إطار أسلوب التقييم متعدد الأساليب, حيث اثبت فاعليته في الكشف عن قدرة المرشح في قيادة المجموعة لدى اصطناع المواقف القيادية واختبار قدرات الأفراد في اختيار مجموعة المرشحين.
خامسا: المباريات الادارية
ويعتبر هذا الأسلوب من أهم الأساليب الادارى وأكثرها صلاحية , ويهدف هذا الأسلوب إلى معاونة القائد الادارى أن يقف على حقيقة نفسه , واسلوبة القيادي , وكيفية اتخاذ القرارات الادارية وحل المشكلات والتخطيط في مناخ محوط باعتبارات المنافسة والتحدي, ويلعب هذا الأسلوب دورا هادفا في التأكيد على المهارات الأساسية للقيادة وفاعليتها في حفز ودفع المتدربين على نحو يكفل المزيد في التعمق من دراسة الموضوع.
سادسا: التدريب الحسي
ويقوم هذا الأسلوب على اندماج الأعضاء في المواقف المختلفة مما يتطلب منهم معرفة ودراية ببعض جوانب علم النفس ، ويطلب منهم تدوين أرائهم وتعليقاتهم وانطباعاتهم نحو تصرفات سائر الأعضاء ،حيث يتم النقاش بينهم مع مراعاة الصراحة التامة والتداعي الكامل للأفكار ، ودور المدرب ليزيد عن متابعة النقاش وتوجيهه دون التدخل بأي صورة من الصور() .
ويقوم التدريب الحسي على ثلاث عناصر أساسية :
الأول :الحساسية: أي القدرة على فهم مايدور من أحداث وإتخاهات .
الثاني :القدرة على التشخيص :
وهى المهارة في تقدير ما يدور المواقف اليومية بطريقة تساعد على العمل الفعال واستخدام المعلومات المناسبة لفهم أسباب التفاعل الموجود .
الثالث :مرونة التصرف:
وهى المقدرة على التدخل الفعال في المواقف القائمة بطريقة تصل بفاعلية الفرد إلى أقصاها وبما توصيل مفاهيمه إلى الآخرين بطريقة إيجابية وفعالة()
سابعا:التدريب على اتخاذ القرارات الإدارية
ويستهدف التدريب على اتخاذ القرارات الإدارية تدريب القائد على اتخاذ القرارات ، وذلك بوصفه في موقف يماثل الموقف العادي ،حيث يأتيه البريد وبه عدد من المشاكل ،ويطلب منه اتخاذ قرارات بناء على ماتحويه من معلومات ،ويتم تنفيذ هذا الأسلوب بفصل المتدربين عن بعضهم ويعطى كل واحد منهم عدد من الأوراق تماثل البريد وتحتوى على موضوعات مختلفة ،
وان يؤشر كلا منهم بالتصرف الذي يراه مناسبا ، ويعقد في نهاية التدريب إجتماع تعرض فيه الحلول والآراء المختلفة التي إتخذها كل متدرب ويتم مناقشتها وتقيمها() .
الفصل الرابع
دور القائد الادارى في العملية الإدارية
وسنتناول في هذا الفصل دور القائد الادارى من وجهة نظر علم الإدارة العامة في مبحث أول، ودورة من وجهة نظر الشريعة الإسلامية وذلك في مبحث ثانى
المبحث الأول
دور القائد الادارى من وجهة نظر
علم الإدارة العامة
لكي يضمن القائد الادارى سير المنظمة التي يقودها بانتظام واطراد عليه أن يطوع وظائف العملية الادارية في عمله بالأسلوب العلمي الحديث , الذي يجنبه ضياع الوقت أو التعثر في الأداء السليم, وعلى ذلك فالقيادة لابد لها أن تخطط , وتنظم , وتتخذ من القرارات ما يكفل سير العمل بكفاءة عاليه , وتتصل وتنمى العلاقات الداخلية والخارجية , وعليها أن تراقب عمل الآخر , وسنقوم بعرض هذه الأمور في خمسة مطالب على النحو التالى.
المطلب الأول
دور القائد الإداري في التخطيط
للتخطيط هنا أهمية كبيرة في تحديد الأهداف , وتعين الإمكانيات , المادية والبشرية لتنفيذ هذه الأهداف في مدة زمنية معينه لمنظمة إدارية أي كان حجمها().
وهناك شبة إجماع من كتاب الادراة على أن التخطيط هو الوظيفة الإدارية الأولى التي تسبق جميع الوظائف الأخرى, وتحدد نطاقها, وهذه يعنى أن الأهداف التي تحدد في مرحلة التخطيط هي التي تحدد حجم وطبيعة الأفراد اللازمين لانجازها, وبالتالي فن هيكل التنظيم الادارى المطلوب يتشكل طبقا لهذه الأهداف.
ومن ناحية أخرى فان وسائل التوجيه المنبثقة لابد وان تتفق أيضا مع الغايات والأهداف التي تحددت في مرحلة التخطيط , وأخيرا فان نفس هذه الأهداف تأخذ كمعاير للرقابة , فأهمية التخطيط لاتتمثل في هل خطط أم لا , فجميع الإداريين يخططون أعمالهم بوسيلة أو أخرى , ولكن المشكلة أصبحت كيف تخطط بطريقه أكثر كفائه...... فان عدم وجود جهود تخطيطية كافية, وعدم وجود أهداف واضح بالتالي ,ينتج عنه ضياع جهود العاملين في المشروع وضياع الوقت كما تغلب الفوضى على الجهود الجماعية() .
إذن فالقيادة الناجحة والفاعلة تقوم على الاقتناع الشخصي للأفراد وتحظى بالتعاطف والتعاون بإرادة ورضا وهذا لايتحقق إلا إذا شعر الأفراد في انجاز خطط المنظمة وتحقيق أهدافها تحقيقا لأهدافهم وطموحاتهم أيضا.
المطلب الثاني
التنظيم والتنسيق
يلعب القائد الادارى دورا كبيرا في هذا المجال حيث يضع أسس تقسيم هذا العمل وتوزيع المسئوليات والوظائف بين الأفراد وتوزيع العاملين عليها حسب الكفاءات والقدرات والخبرات والطموحات . ولا يكون التوزيع ناجحا لا إذا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا يفرض عليه أن يراعى الخبرة والقدرة والتخصص والفاعلية للإفراد.
كما يقع على القائد الادارى عبء القضاء على أية مخالفة لمبادئ التنظيم الادارى, ومجابهة الظروف والأوضاع غير العادية التي تؤثر على الهيكل التنظيمي بتعديله بما يتلاءم مع هذه الظروف وتلك الأوضاع , وقد يتطلب الأمر القيام بإعادة التنظيم , وإجراء إصلاحات إدارية على نطاق واسع حتى يضمن سير المنظمة في طريقها الصحيح في سبيل انجاز أهدافها().
ولابد أن تكون الحلول التي يتخذها القائد الادارى نابعة من داخل المنظمة لكي تكون واقعية ومعبرة عن احتياجاتها ويلزم أيضا مشارطه العاملين في اتخاذ هذه القرارات .
إما التنسيق فيتمثل في إيجاد الترابط بين مجهودان الأفراد لانجاز الأهداف المطلوبة في شكل منسجم بأكثر قدرة على الفاعلية والتعاون بين مختلف الأقسام التي يشرف عليها القادة , إذا يسهم التنسيق في تحقيق الاتصال والتفاهم بينهم حتى يتمكنوا من ترتيب خطوات العمل وضبط حركته وإزالة أية صعوبات أو تعارض في التنفيذ().
المطلب الثالث
الاتصالات
يعد الاتصال ضرورة لاغني عنها , فدون الاتصال لايكون هناك تنظيم , فالاتصال ضروري لإيصال المعلومات التي ستبنى عليها القرارات , والقيادة عندما تتخذ القرارات عليها أن توصلها إلى المركز الادارية التي تتأثر بها , وبالتالي يمكن أن نحدد أغراض الاتصال على النحو التالي().
1-إبلاغ المرؤوسين بأهداف وسياسات القادة.
2- وقوف القيادة على معوقات التنفيذ التي تصادف المرؤوسين أثناء التنفيذ.
ولكن لوحظ أن هناك تصورا في خطوط الاتصال داخل المنظمات حيث تأخذ الاتصالات من أعلى إلى أسفل في صورة تعليمات وأوامر , دون الاهتمام من جانب القيادات بتلقي ردود مايتخذونه من قرارات إلى المستوى الأدنى, كما لوحظ ضعف مستوى الإتصال الخارجي سواء داخل القطاع الواحد ، أو بين القطاعات بعضها والبعض الأمر الذي يؤدى إلى انعدام التنسيق اللازم بين القطاعات المختلفة ، وبين الأجهزة الإدارية داخل القطاع الواحد ،وهذا بدوره يؤدى في النهاية إلى سوء استخدام الموارد المتاحة.
لذا يجب توعية القادة بأهمية وحيوية الاتصالات لما لها من فاعلية في تهيئة المناخ الإداري السليم داخل المنظمة وخارجها ،واستخدام وسائل الاتصال الحديثة، ضمانا لوصول البيانات والمعلومات والتوجيهات في سهولة ويسر وبالسرعة المناسبة.
المطلب الرابع
اتخاذ القرار
ويعتبر هذا الموضوع اتخاذ القرارات من بين الموضوعات الهامة في علم الإداره أيا كان نوعها ، ويعتبر هو جوهر عمل القادة ،وهو نقطة البدء في حياة المنظمة ، لذا فإن القائد الناجح هو الذي يحسن اتخاذ القرار.
فالقادة هم الذين يقررون السياسات والخطط والبرامج، وهم الذين يؤثرون بقراراتهم الإيجابية أو السلبية على نجاح أوفشل المنظمة ألإداريه ،وعلى رفع الروح المعنوية لدى التابعين أو انخفاضها ، بل أكثر من هذا تؤثر قراراتهم على الجمهور الخارجي الذي يتعامل مع المنظمة()
واتخاذ القرار هو فن مؤسس على علم ،ويتوقف نجاح القياه على مدى تمتعها بهذا الفن ، وهى تختلف من قائد لأخر.
وتجدر الإشارة إلى أن القرار يصنع قبل أن يصدر من القادة وتمر صناعته بمراحل أهمها() :
1- تشخيص المشكلة: وذلك بتحديد نوع المشكلة التي تظهر أمامه لأن ذلك سيؤدى إلى بحثها وجمع البيانات المتعلقة بها بدقه.
2-مرحلة البحث عن البدائل: ويقصد بها نوع المحاورة الذهنية التي توصل صاحبها إلى اتخاذ تدبير معين تجاه المشكلة أو طرحه جانبا أو إرجائه وقتا ما .
3- مرحلة تقيم البدائل : ويتم فيها استعراض البدائل ثم تقييم كل بديل منها.
4-مرحلة اختيار البديل الأمثل: وفيها يتم المقارنة بين البدائل المختلفة لاختيار بديل ترجح ايجابيته على سلبياته .
وتجدر الإشارة انه يجب على القيادات الادارية إشراك المرؤوسين في اتخاذ القرارات الادارية, وبحث مشكلات العمل ومعالجتها ووضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية وهذه المشاركة لها فوائد عديدة().
1- ضمان ولاء المنفذين للقرار, بعد معارضتهم بعد إصداره.
2 - تنمية القيادات الادارية في الصفوف الدنيا وإشعارها بأهميتها.
3-تحسين نوعية القرارات وذلك باختيار البديل السليم المحقق للهدف.
4-التعرف على رغبات من سوف ينفذ عليهم القرار,مما يجعلهم أكثر تقبلا للتغير الذي يراد إحداثه بالقرار .
5 - تحقيق الثقة المتبادلة بين الإدارة والعاملين معها من ناحية , وبين المنظمة والجمهور من ناحية أخرى .
6-تيسير عملية التوجيه والمتابعة والرقابة, إذ بالمشاركة يعرف كل دورة في التنفيذ , وتتضح أمامه أسباب اصدرا القرار وأهدافه.
لذا يجب على القادة ألا ينفردوا باتخاذ القرارات دون إشراك المرؤوسين , لان ذلك ينتج عنه عقبات وخيمة وآثار سلبيه للمنظمة .
ظاهرة تردد القيادات في اتخاذ القرارات:
وهذه الظاهرة توجد في بعض المصالح أو المنظمات وهى من اخطر الأمراض في القيادة , إذ قد تدمر العملية الادارية ويمكن رد هذه الظاهرة إلى الأسباب الآتية():
1-نقص كفاية المدير ونقص تدريبه , وهو مايحرمه من القدرة على وضع الأولويات بين المشكلات وعلى تقيم البدائل وتحديد النتائج التي تترتب على كل من هما أو بدفعه إلى الحرص على اختيار بديل ميثالى , أو محاولة إرضاء كل الناس وهو أو متعذر .
- 2 خوف المدير من اتخاذ القرار, وقد يرجع ذلك إلى عدم الاستقرار في الأنظمة الإدارية, وكثرة التعديلات, والتنقلات, والمساءلات , وعدم وضوح خطوط الرؤيا وغموض الأهداف , مما يجعل المدير يخشى من أن يتخذ قرارا على انه صحيح ثم يحاسب عليه بعد ذلك على انه قرار خاطئ.
- 3 حداثة المدير بالعمل مما يجعله يشعر بعدم الاطمئنان ويميل إلى المهادنة والتأجيل عسى أن تطرأ الظروف تعفيه نهائيا من عبء الاختيار بين البدائل .
- 4 عدم وضوح النصوص والاختصاصات كذلك طول الإجراءات الذي كثيرا ما يؤدى إلى استبعاد القرار أو تأجيله.
- 5 الخوف من نقد الرأي العام, ولاسيما في الموضوعات الحساسة.
وللحد من هذه الظاهرة الخطيرة والتي قد تدمر المنظمة الإدارية يجب إتباع بعض الحلول الآتية() :
ا - تدريب القائد على طرق اتخاذ القرار وذلك قبل توليه المسؤولية.
ب - تحديد الأهداف بطريقة واضحة, فهذا من شانه أن يقلل من مشكله التردد.
ج - لابد أن يعي القائد بان اتخاذ اى قرار لايرضى كل الناس , وهذا أمر طبيعي ,وعلى القائد هنا القيام بشرح ظروف القرار , ومحاولة كسب تعاون الجميع.
المطلب الخامس
الرقابة
وعلى القائد الادارى ان يتابع العمل ليتأكد من سيرة وفقا للخطة الموضوعة , وطبقا للقرارات التي أصدرها , وأيضا ليتغلب على ما ينشأ من صعوبات وليضع الحلول لما يطرأ من مشكلات().
وتعتبر الرقابة هي أثقل أعباء القادة حيث تتصلب من شاغليها قدرا مناسبا من الحنكة والحكمة والإلمام بالنواحي النفسية والإنسانية للعاملين().
ولا تعنى بأي حال من الأحوال تصيد الأخطاء للآخرين ,بل أساسها تصحيح المسار الذي تنتجه المنظمة لتحقيق أهدافها , ولهذا يعد الإفراط فى الرقابة مدعاة سلبية , ويقف حجر عثرة أمام الحوافز وتحمل المسئولية والانطلاق نحو تحقيق الأهداف. ولذلك ينبغي ان تكون الرقابة توجيهيه وهادفة إلى الإصلاح والتقويم , فلا ينبغى أن نحاسب العاملين إلا عن الأخطاء التي تحدث نتيجة لسوء النية , أو التقصير في الأداء أو عدم الولاء لأهداف السياسات الجديدة().
المبحث الثاني
دور القائد الادارى من وجهة نظر
الشريعة الإسلامية
لقد توصل الفكر الادارى الاسلامى إلى كثير من مبادئ علم الإدارة الحديثة , فإذا كان دور القائد كما تناولناه في المبحث السابق متمثلا في التخطيط والتنظيم والتنسيق والرقابة والاتصال واتخاذ القرار, فنجد أن المبادئ الأمة لكل أمر من هذه الأمور قد وجد أصله في الشريعة الإسلامية وان تعرفها بمسمياتها الحديثة , بل عرفتها من حيث العمل بها , وبالتالي فالعبرة هي بالمحتوى والمضمون , وخاضه وان القران الكريم قد وضع المبادئ العامة للعقيدة والشريعة().
وعلى هذا نعرض لدور القائد الادارى من المنظور الإسلامى من خلال عدة نواحي نتناولها تباعا:
أولا: دور القائد في مجال التخطيط:
يعد التخطيط هو أولى المراحل الادارية ,فعلى هديه يتم تنفيذ كل وظائف الإدارة ففي مجال التخطيط الإقتصادى : يقول تعالى( قل تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فزروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون . ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) ().
فلا بد من التخطيط لحماية الوطن بالعمل والتنبؤ لما قد يحدث حتى نتفادى أخطار المستقبل. وفى مجال التخطيط للحرب : يقول تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم............) ().
أما الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة فكانت من أروع الأمثلة في التخطيط الجيد , وذلك بوضع الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة من السياسات والبرامج الزمنية ما يضمن تحقيق أهدافها بتقوية الروابط بين أهل مكة والمدينة.
ثانيا :في مجال التنظيم :
فإن مبادئ التنظيم قد أوجبتها الشريعة الإسلامية , ففي عهد سيدنا أبى بكر الصديق قد جمعتا وظيفة القضاء والتنفيذ في يد الخليفة ، أما عهد سيدنا عمر بن الخطاب انفصلت السلطتين التنفيذية عن القضائية حيث عين القضاة للفصل بجانب الولاة المسئولين عن السلطة التنفيذية والحكم, ولاشك أن هذه هي اللبنات الأولى , وليس فقط في التنظيم الادارى بل أيضا التنظيم السياسي() .
ثالثا: مجال الاتصالات:
وهى أهم مكونات العملية الادارية لما تعكسه من رد فعل التابعين للقادة , وقد حرصت القيادة الادارية في الإسلام عليها , وقد كانت اللقاءات تتم بين النبي والمسلمين في المسجد عقب الصلاة , وكذلك اللقاءات أثناء الحج , وفى الأعياد والمناسبات الاجتماعية , وكانت تتم هذه الاتصالات في كل الاتجاهات() .
ولقد ضرب لنا سيدنا عمر بن الخطاب مثلا رائعا في الاتصال المباشر بالرعية حيث كان أسلوبه الذي اخذ بة طيلة خلافته , يقوم على الإحاطة بشئون الرعية بنفسه مباشرة, لاعن طريق وسيط فأسلوب سيدنا عمرين الخطاب من شأنه أن يحقق أهداف المنظمة على أكمل وجه سياسية كانت أم إدارية .
رابعا : في مجال اتخاذ القرارات الادارية:
فكان الرسول ويستشير أصحابة بقوله" أشيروا علي أيها الناس" وكان يسمع رأى الأنصار والمهاجرين ، وشكل مجلسا للشورى يتكون من أربعة عشر صحابيا اختارهم من بين أهل الرأي والبصيرة . وكان المجلس مناصفة بين الأنصار والمهاجرين حتى يكون القرار مبنيا على المشاركة ومقبولا منهم جميعا.
وقد سلك أيضا الصحابة نفس المنهج قبل اتخاذ اى قرار يتعلق بأي أمر من الأمور الدنيوية للمسلمين() .
وتأسيسا على ذلك يمكن القول بأن الفكر الإسلامى قد أدرك تماما أهمية الإستثمار في صحة وسلامة اتخاذ القرار الإداري في كل المجالات ، دينية كانت أم دنيوية .
خامسا : في مجال الرقابة والمتابعة.
كانت القيادة الإدارية في الإسلام تقوم بالرقابة والمتابعة على خير وجه وبكل دقة ،كانت هذه الرقابة تتميز بطابع خاص ،وتفوق رقابة الأنظمة الوضعية في فاعليتها وتحقيقها للغرض الموجودة من اجله() ، ومصدر الرقابة الإسلامية قد تكون رقابة من الخالق سبحانه وتعالى (وكان الله على كل شئ رقيبا ) سورة الأحزاب الآية "52".
وقد تكون رقابة ذاتية مثل قول سيدنا عمر بن الخطاب "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"
وقد تكون رقابة شعبية يقول تعالى في سورة آل عمران (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألئك هم المفلحون) الآية "104".
فقد وجد جهاز الحسبة في الإسلام(). والذي كان من بين مهامه الرقابة ، ولقد مارس الرسول الكريم مهمة الرقابة بنفسه، وقد روى أن رسول الله
كان يمر في أحد الأسواق فوجد شخصا يبيع طعاما فوضع المصطفى يده الشريفة داخله فوجد به بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ فقال الرجل أصابته السماء .فقال الرسول هلا جعلته أعلى ليراه الناس؟ من غشنا فليس منا .
وفى مراحل متقدمة من العهد الإسلامى ،كانت الرقابة على أعمال الإدارة وعمالها بمعرفة ناظر المظالم ،الذي يشمل اختصاصه فيما يشمل مايباشره القضاء الإداري ،وهيئة الرقابة الإدارية قي مصر في الوقت الحالي.
خلاصة القول :
يتضح مما سبق أن القادة في الإسلام قد عرفوا وطبقوا مبادئ الإدارة الحديثة وذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان على أكمل وجه وكان سندهم في ذلك هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وفى النهاية هناك أمور لم تغفلها الشريعة الإسلامية بل إهتمت بها إهتماما ملحوظا وتعد هذه الأمور من التوصيات التي يجب مراعاتها وهى على النحو التالي :
أولا : يجب على القائد الإداري أن يكون هادئ الطباع ولطيفا وحليما وذلك مصداقا لقول الله عز وجل( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) سورة آل عمران الآية 159.
ثانيا:يجب أن يشارك مرؤوسيه في صنع القرارات ويشاورهم ، وكما يمكن تفويض الممتازين منهم في السلطة الإدارية المباشرة في بعض الإختصاصات القيادية .
ثالثا:أن يكون عادلا : بألا ينحاز لفرد على حساب آخر أو يرجع كفة شخص غير مناسب عند الاختيار لشغل وظيفة أو ترقية.
مصداقا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوه كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرى منكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب لتقوى)
"سورة المائدة:الآية 8"
رابعا :أن يعطى كل ذي حق حقه فلا ينسب مجهود اى فرد لنفسه فهو بذلك يقتل روح المبادأة والابتكار عند مرءوسيه.
مصداقا لقوله تعالى ولا تبخسوا الناس أشياءهم)"سورة الأعراف:الآية 85"
خامسا :أن يبنى قراراته على الحقائق متحريا الدقة في اى معلومات تصل إليه،وألا يسلم آذانه لبعض مرءوسيه" بطانة القائد" فينقلون له ما يودون
نقله حسب أهواءهم.
مصداقا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا ا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)"سورة الحجرات:الآية6"
العمل على إقامة علاقات إنسانية قوية بينه وبين العاملين معه، مما يؤدى إلى رفع روحهم المعنوية وتشجيعهم ،مع تقوية حاسة الانتماء لديهم،
التنسيق مابين إشباع حاجة العاملين وتحقيق مصلحة العمل
الخاتمة
بعون الله انتهينا من عرض موضوع القائد الإدرى ودوره في العملية الإدارية ،وتوصلنا إلى أن القيادة الإدارية هي فن الإدارة،وهى القدرة على التأثير في سلوك الأفراد ،وتنسيق جهودهم وتوجيههم لبلوغ الغايات المنشودة،ووجدنا أن للقائد صفات ومقومات ينفرد بها عن غيره، حيث توجد عدة نظريات عند علماء ألإدارة تبين مقومات القائد:أولا :النظرية الذاتية والتي تقوم على مجموعه من السمات يتصف بها القائد،ثانيا:النظرية الموقفية والتي ترى أن القائدالذى يعرف اكبر قدر من المعلومات في موقف معين هو قائد هذا الموقف ،ثالثا:النظرية التفاعلية وبناء عليها فالقائد الإداري هو الذي يحدث التفاعل ويخلق التكامل مع أفراد الجماعة، وقد تعرضنا أيضا مقومات القيادة الإدارية عند فقهاء القانون.
أما الشريعة الإسلامية: فمقومات القيادة بناء عليها تتمثل في الأتي:1-التقوى،2-العدالة 3-الإخلاص، 4-المشاورة، 5-القدوة الحسنة ،6-الرفق ،7-بناء القرارات على الحقائق.
ثم تعرضنا لطرق اختيار القائد الإداري عند علماء الإدارة من خلال عدة طرق :
الطريقة الأولى :الحرية المطلقة في الاختيار ،وفيها يتم الاختيار دون اى قيد أو ضابط.
الطريقة الثانية :المركز الإجتماعى ،وهنا يكون اختيار القادة ممن ينتمون إلى طبقة اجتماعية مرموقة.
الطريقة الثالثة :الانتخاب في اختيار القادة ،
الطريقة الرابعة :التعليم والإعداد ،وذلك من خلال متخصصة تتولى إعداد القادة .
الطريقة الخامسة :الجدارة ،ورأينا أن هذه الطريقة تعتمد على التقييم والمفاضلة في الاختيار.
ثم تعرضنا لموقف المشرع المصري ،وتبين أن المشرع المصري ترك للسلطة المختصة الحرية في الاختيار ،حيث حدد الوظائف التي يكون شغلها بإمنحان وتلك التي يتم شغلها بدون امتحان مع وضع ضوابط يتعين الالتزام بها .أما الوظائف العليا والتي تجمع بين الطابع السياسي والإداري.
ثم تعرضنا لاختيار القائدالإدارى في الشريعة الإسلامية وذلك من خلال عدة طرق :
الطريقة الأولى :الاختيار عن طريق أهل الحل والعقد.
الطريقة الثانية :طريقة تقليد ولاية العهد
الطريقة الثالثة :وهى الشورى.
ثم بينا كيف يتم إعداد القائد الإداري ،وذلك عن طريق التدريب لما له من فوائد حيث يكسب القائد الكثير من المهارات والمعلومات ،وأن التدريب يكون من خلال المحاضرات ،والندوات ، ودراسة الحالات ،وتمثيل الأدوار ، والمباريات الإدارية ،والتدريب على اتخاذ القرار.
ثم عرضنا لدور القائد في العملية الإدارية عند علماء الإدارة العامة، وفى الشريعة الإسلامية ،وتبين لنا أن دور القائد الإداري يتمثل في التخطيط ،والتنظيم ،والتنسيق ،واتخاذ القرار والرقابة.
المراجع
أولا المراجع الخاصة:
1 د.أنور أحمد رسلان:القانون الإداري –مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح-سنة 1999.
2 د.السيد عليوة:تنمية المهارات القيادية للمديرين الجدد –ط1 –دار السماح بالقاهرة.
3 د.جورج شفيق ساري:المبادئ العامة للقانون الإداري ،دار النهضة العربية –القاهرة-2006.
4 د.سليمان الطماوى:عمر بن الخطاب وأصول السياسة والإدارة الحديثة ،دراسة مقارنة –ط2-دار الفكر العربي ،القاهرة-1976.
5 د.شريف يوسف خاطر: دار النهضة العربية ، مبادئ القانون الادارى -2009
6 د.صلاح الدين فوزي:الإدارة العامة بين عالم متغير ومتطلبات التحديث –مكتبة الجلاء الجديدة المنصورة-1994.
7 د.عبد الغنى بسيونى عبد الله:أصول علم اٌلإدارة العامة ـ كلية الحقوق ـ جامعة الإسكندريةـ 1990.
8 د. عبد الغنى سلامه :أصول الإدارة العامة – كلية الحقوق –جامعة الإسكندرية –1990.
9 د. عبدالفتاح حسن :مبادئ الإدارة العامةـ دار النهضة العربية ـ القاهرةـ1972.
10 د.عبد الكريم درويش ،د.ليلى تكلا : أصول الإدارة العامة مكتبة الأنجلو المصرية ـالقاهرة ـ1968.
11 د.على السلمي : التدريب الإداري ـالمنظمة العربية للعلوم الإدارية ـ1970.
12 د. على السلمي :إدارة الأفراد لرفع الكفاءة الإنتاجيةـ دار المعارف المصريةـ القاهرةـ1970.
13 د. على شريف :أصول الإدارة العامةـ دار المطبوعات الجامعيةـ1978.
14 د. عمر حلمي : التدريب الإداري ـ مكتبة عين شمس ـ 1994.
15 د. ماجد راغب الحلو : علم الإدارة العامة ومبادئ الشريعة الإسلاميةـ كلية الحقوق جامعة الإسكندرية ـ 1988.
16 أ. عيسى عبده : الإدارة في مراحل الإنتاج والتوزيع ـ الجزء الأول في التنظيم الصناعي ـ دار الكتاب العربي ـ القاهرة 1965.
17 د. محسن العبودى :الاتجاهات الحديثة في القيادة الإدارية ـ دار النهضة العربية – القاهرة – 1984.
18 د. محمد جمال برعي : التدريب والتنمية ـعالم الكتب ـ القاهرة ـ1973 .
19 د. محمد جمال برعي : فن التدريب الحديث في مجالات التنمية ـ مكتبة القاهرة الحديثة – القاهرة ـ1970.
ثانيا المراجع المتخصصة :
1ـ د. جمال الدين عبد العال :معايير اختيار القادة وأثرها في تقدم الإدارة مع التطبيق على جهاز الشرطة في جمهورية مصر العربية ـ رسالة دكتوراه ـ أكاديمية الشرطة ـ كلية الدراسات العلياـ 1991.
2- د. خميس السيد إسماعيل :القيادة الإدارية ـ دراسة نظرية ومقارنة ـ رسالة دكتوراه ـ عالم الكتب ـ القاهرة ـ 1971.
3- د. صابر الحسيني محمود : اختيار القيادة الإدارية بين القانون وعلم الإدارة ـ رسالة دكتوراه ـ جامعة عين شمس ـ 1997.
4- د. عبد الشافي محمود أبو العنين : القيادة الإدارية في الإسلام ـ رسالة دكتوراه ـ كلية التجارة ـ جامعة الأزهرـ 1984.
الفهرس
الموضوع رقم الصفحة
المقدمة 1
الفصل الأول : تعريف القيادة الإدارية ومقوماتها 3
المبحث الأول :تعريف القيادة الادارية 4
المطلب الأول : تعريف القيادة الإدارية عند علماء الإدارة العامة 4
الفرع الأول : تعريف القيادة الادارية على أساس السلطة الرسمية 4
الفرع الثاني : تعريف القيادة الإدارية على أساس السلطة المقبولة 5
الفرع الثالث : تعريف القيادة الادارية على الأساس الوظيفي 5
المطلب الثاني : تعريف القيادة الادارية عند فقهاء القانون 6
المطلب الثالث : تعريف القيادة الادارية في الشريعة الإسلامية 7
المبحث الثاني : مقومات القيادة الإدارية 8
المطلب الأول : مقومات القيادة الإدارية عند علماء الإدارة العامة 8
الفرع الأول : النظرية الذاتية 8
الفرع الثاني : النظرية الموقفية 10
الفرع الثالث : النظرية التفاعلية 11
المطلب الثاني : مقومات القيادة الادارية عند فقهاء القانون 11
المطلب الثالث : مقومات القيادة الادارية في الشريعة الإسلامية 13
الفصل الثاني : اختيار القائد الادارى 17
المبحث الأول : اختيار القائد الادارى من وجهة نظر الإدارة العامة
وموقف التشريع المصري 18
المطلب الأول : طرق اختيار القائد الادارى من وجهة نظر الإدارة العامة 18
الفرع الأول : الحرية المطلقة في الاختيار 18
الفرع الثاني : المركز الإحتماعى في الاختيار 19
الفرع الثالث :الانتخابات 19
الفرع الرابع : التعليم والإعداد 20
الفرع الخامس : الخبرة
20
الفرع السادس : الجدارة 21
المطلب الثاني : موقف المشرع المصري من طريق اختبار القادة 22
المبحث الثاني : اختيار القائد الإداري من وجهة نظر الشريعة الإسلام 23
المطلب الأول : الاختيار عن طريق أهل الحل والعقد 23
المطلب الثاني : الاختيار عن طريق تقليد ولاية العهد 24
المطلب الثالث : الاختيار عن طريق الشورى 24
الفصل الثالث : إعداد القائد الإداري 25
المبحث الأول : التدريب وأهميته في إعداد القائد الإدارة 26
المطلب الأول : تعريف التدريب 26
المطلب الثاني : أهمية التدريب في إعداد القائد الإداري 27
المبحث التانى : طرق تدريب القائدالإدارى 29
الفصل الرابع : دور القائد الادارى في العملية الإدارية 33
المبحث الأول : دور القائد الادارى من وجهة نظر علم الإدارة العامة 34
المطلب الأول : دور القائد الإداري في التخطيط 34
المطلب الثاني : التنظيم والتنسيق 35
المطلب الثالث : الاتصالات 35
المطلب الرابع : اتخاذ القرار 36
المطلب الخامس : الرقابة 39
المبحث الثاني : دور القائد الادارى من وجهة نظر الشريعة الإسلامية 39
الخاتمة 44
قائمة المراجع 46